التّعليم المتمايز : من النّظريّات إلى التّطبيق
القسم الثّاني
مرحبًا بكم مجدّدًا في رحلتنا لاستكشاف التّعليم المتمايز في اللّغة العربيّة!
في المدوّنة السّابقة، كسرنا بعض الخرافات حول التّعليم المتمايز، ونأمل أن تكونوا قد استمتعتم بها واستفدتم منها.
أمّا الآن، فقد حان الوقت لاستعراض بعض الخصائص الرّائعة في منصّتنا، "كم كلمة"، الّتي تجعل من التّعليم المتمايز في اللّغة العربيّة أمرًا ممكنًا وممتعًا.
التّعليم بلمسة تقنيّة: التّكنولوجيا تصنع الفارق
في عصرنا الحاليّ، لا يمكن أن نتجاهل الدّور الهائل للتّكنولوجيا في التّعليم. فقد تحوّلت الصّفوف التّعليميّة من مجرّد ألواح طباشير إلى شاشات ذكيّة وأدوات تفاعليّة.
وكما قال "جورج كوروس": "لن تحلّ التّكنولوجيا محلّ المعلّمين العظماء، لكن بإمكانها، في أيدي هؤلاء المعلّمين، أن تحدث تحوّلًا استثنائيًّا في مجال التّعليم". واليوم، نسلّط الضّوء على بعض الميزات الرّائعة الّتي تقدّمها "كم كلمة" لدعم التّعليم المتمايز.
ثلاث خصائص فريدة من نوعها في "كم كلمة"
١ـ مبدأ التّدرّج في تعليم القراءة
في "كم كلمة"، ندرك أنّ المتعلّمين يختلفون في قدراتهم القرائيّة. لذا، قدّمنا خاصّيّة التّدرّج في القراءة، حيث يمكن للمعلّم تقسيم المتعلّمين إلى مجموعات حسب مستوياتهم. هذه الخاصّيّة تتيح للمعلّم تعيين المهمّة نفسها لكلّ المتعلّمين ولكن بمستويات تحدٍّ مختلفة.
كيف يعمل هذا المبدأ؟
عند استعمال منصّة "كم كلمة"، يقوم المعلّم بتوزيع المتعلّمين في الصّفّ الواحد إلى مجموعات عديدة. قد يُوزَّع المتعلّمون حسب مستواهم أو اهتماماتهم أو غيرها من المعايير، بما يتماشى مع الأهداف التّعليميّة المحدّدة. فمثلًا، يمكن للمعلّم أن يضع المتعلّمين الّذين يحتاجون إلى دعم في القراءة في مجموعة واحدة، ويختار نصوصًا تناسب مستواهم فيها. ولأنّنا نعي اختلافات المتعلّمين في مهارة القراءة، أطلقنا مشروع تبسيط نصوص المكتبة.
خاصّيّة النّصوص المبسّطة
نقصد بذلك إعادة تقديم النّصوص بقالب جديد بسيط يلبّي شريحة كبيرة من القرّاء مع مراعاة مستوياتهم اللّغويّة المختلفة، وبخاصّة المبتدئين أو من يقلّ مستواهم اللّغويّ عن مستوى الصّفّ الّذي ينتمون إليه أو القرّاء النّاطقين بغير العربيّة. ومن خلال خاصّيّة النّصوص المبسّطة، يمكن للمعلّمين تعيين مهامّ في القراءة ودراسة النّصّ ـ ذي الموضوع الواحد ـ لمجموعة واحدة من المتعلّمين، لكن ذوي مستويات لغويّة مختلفة.
بالإضافة إلى ذلك، تمتاز المنصّة بالمرونة الكافية لتسمية المجموعات المتباينة. فتشجيعًا للمتعلّمين المبتدئين في القراءة مثلًا، يمكن للمعلّم أن يسمّي المجموعة "قرّاء اليوم، روّاد الغد". وعند استعمال خاصّيّة إنشاء المجموعات، نوصي بأن تبقى هذه المجموعات مرنة، بمعنى أن تتبدّل خلال العام الدّراسيّ ويتغيّر فيها تقسيم المتعلّمين حسب أدائهم الأكاديميّ، لضمان نموّهم التّعليميّ والتّحفيزيّ.
٢ـ مبدأ التّدرّج في تعليم الكتابة
كما هي الحال في التّدرّج في تعليم القراءة، يمكن للمعلّم كذلك تعيين مهمّات التّعبير الكتابيّ للمتعلّمين على المنصّة، بما يتناسب مع مستوياتهم وخلفيّاتهم. يحترم هذا المبدأ الفروقات الفرديّة بين المتعلّمين من خلال المرونة الّتي يتيحها للمعلّم. فهو مدير عمليّة التّعلّم في صفّه، والخبير الأوّل بخصائص متعلّميه.
خطوات التّطبيق
يُحبّذ التّدرّج في تعليم المتعلّمين المبتدئين أو النّاطقين بغير العربيّة الكتابة، والانتقال من الجملة إلى الفقرة ثمّ إلى النّصّ. يمكن للمعلّم توزيع المتعلّمين حسب مستوياتهم المتباينة في مهارة الكتابة، وبهذا يحقّق مساحة تعليميّة متمايزة تتناسب مع مختلف مستوياتهم في مختلف المهارات اللّغويّة.
تحفيز المتعلّم
يسهم هذا التّدرّج في تحفيز المتعلّم وتعزيز إقباله على تعلّم الكتابة، وتحديدًا عندما يرى أنّ حجم الكتابة المتوقّع منه يتماشى مع مهاراته ومستواه. والرّائع في "كم كلمة" إمكانيّة نشر كتابات المتعلّمين في مكتبة المنصّة، كمكافأة لجهودهم وإنجازاتهم. هذا ليس لمجرّد تعزيز التّحفيز، بل لتطبيق مبدأ التّعلّم من الأقران، إذ تصبح كتاباتهم نفسها موارد تعليميّة!
٣ـ خاصّيّة الاستماع إلى النّصوص وتظليلها في أثناء القراءة
عند تصفّح موارد المكتبة في "كم كلمة"، يمكن تشغيل مقطع صوتيّ للنّصّ المقروء، فيظهر عندها مظلّل النّصوص. هذه الخاصّيّة تُعدّ نموذجًا لقراءة النّصّ بشكل سليم تبعًا لمعايير القراءة الجهريّة، وتراعي طبيعة المتعلّمين السّمعيّين.
فوائد الخاصّيّة
إنّ مظلّل النّصوص يسهّل على القرّاء تتبّع النّصّ وتهجئة الحروف والكلمات بشكل سليم. هاتان الخاصّيّتان تدعمان المتعلّمين المتعثّرين في القراءة وتُضفيان الحيويّة والتّفاعل إلى النّصوص المقروءة؛ ممّا يعزّز جَوْدَة التّعليم ويحفّز المتعلّمين على المطالعة. بالإضافة إلى ذلك، هما تسهّلان على المتعلّمين تعلّم مهارة القراءة، لا سيّما النّاطقين بغير العربيّة منهم.
اختتموا الرّحلة بالتّجربة!
إذا كنتم تبحثون عن طرق جديدة ومبتكرة لدعم المتعلّمين وتعزيز تعليم اللّغة العربيّة، فلا تتردّدوا في تجربة خصائص منصّتنا.
فهي تضمّ المزيد من الخصائص مثل جداول معايير الأداء وغيرها، وكلّها تحترم الفروقات التّعليميّة بين المتعلّمين وتهدف إلى إنشاء ثقافة التّعليم المتمايز، حيث يحقّق المتعلّمون كامل إمكاناتهم في بيئة ترحّب بقدراتهم المتمايزة وتحترمها وتدعمها.
رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، فماذا تنتظرون؟ يمكنكم البدء باستكشاف خاصّيّات منصّتنا واعتمادها لوضع نظريّات التّعليم المتمايز قيد التّطبيق!
ابدأوا رحلتكم التّعليميّة المتمايزة مع "كم كلمة"!
كيف تستعملون التّكنولوجيا في صفوفكم؟ شاركونا تجربتكم في التّعليقات!
واطّلعوا على القسم الأوّل من المدوّنة.