مُقابَلَةٌ مَعَ "عُمَر فاروق"
شَخْصيَّةٌ مُجازِفَةٌ وَمُخاطِرَة، شَخْصيَّةٌ أَذْهَلَتِ الكُلَّ بِخِبْراتِها المُتَعَدِّدَة، شَخْصيَّةٌ اشْتُهِرَتْ عَبْرَ اليوتْيوبِ بِفيدْيوهاتِها الَّتي تَنْقُلُ التَّجارِبَ وَتُصَوِّرُ ما تُعاني مِنْهُ فِئَةٌ مِنَ النّاسِ عَلى كُلِّ الأَصْعِدَة. شَخْصيَّةٌ أَذْهَلَني إِصْرارُها وَبَراعَتُها في تَجْرِبَةِ كُلِّ ما تَتَساءَلُ عَنْه… إِنَّهُ "عُمَر فاروق".
اليَوْم، سَنَتَعَرَّفُ إِلى السَّيِّدِ "عُمَر" بِصورَةٍ أَوْضَح، وَنُلْقي الضَّوْءَ عَلى حَياتِهِ العَمَليَّةِ وَالشَّخْصيَّة. وَنَبْدَأُ بِالسّؤالِ الأَوَّل:
ـ "ما سَبَبُ اخْتيارِكَ عَمَلَك؟ وَكَيْفَ خَطَرَ بِبالِكَ أَنْ تُصْبِحَ مُغامِرًا؟"
- "عِنْدَما كُنْتُ صَغيرًا، لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ ماذا يُخَبِّئُ لي المُسْتَقْبَل، وَكُنْتُ دائِمًا في حَيْرَةٍ مِنْ أَمْري. وَعِنْدَما كانوا يَسْأَلونَني ماذا أُريدُ أَنْ أَكونَ في المُسْتَقْبَل، لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ أَوْ أَجِدُ الرَّدَّ المُناسِبَ إِذْ كُنْتُ أَسْأَلُ نَفْسي السّؤالَ نَفْسَهُ مِنْ دونِ مَعْرِفَةِ الإِجابَةِ عَنْه. وَحينَ أَطْلَقْتُ قَناتي عامَ أَلْفَيْنِ وَأَحَدَ عَشَر، بَقيَ الأَمْرُ مَحْصورًا بَيْني وَبَيْنَ رِفاقي؛ وَلَمْ أَتَوَقَّعْ يَوْمًا أَنْ أُفْصِحَ عَنِ الأَمْرِ عَبْرَ هَذِهِ القَناة."
ـ "أَخْبِرْنا عَنْ مُحْتَواكَ عَلى يوتْيوب وَما يَتَضَمَّنُه."
ـ "المُحْتَوى الَّذي أُقَدِّمُهُ مَزيجٌ مِنَ التَّعْليمِ وَالتَّرْفيهِ وَالتَّوْعيَة… فَأَنا أَلْفِتُ نَظَرَ المُشاهِدينَ إِلى فِئاتٍ مِنَ النّاسِ الَّذينَ يُعانونَ مِنْ مَشاكِلَ صِحّيَّةٍ أَوِ اجْتِماعيَّةٍ أَوِ اقْتِصاديَّة… بِهَدَفِ تَوْعيَتِهِمْ وَتَعْليمِهِمْ كَيْفيَّةَ التَّصَرُّفِ في حالاتٍ مُشابِهَةٍ بَعيدًا مِنْ إيذاءِ نَفْسِهِمْ وَالآخَرين. كَما أَنَّ الهَدَفَ الأَساسَ مِنْ قَناتي هوَ التَّحْفيزُ عَلى المُجازَفَةِ وَعَدَمِ الخَوْفِ مِنْ تَجْرِبَةِ كُلِّ ما هو جَديد."
ـ "مِنْ بَيْنِ المَقاطِعِ العَديدَةِ الَّتي صَوَّرْتَها، ما الفيديو الَّذي أَثَّرَ فيكَ كَثيرًا؟"
ـ "الفيديو الَّذي أَثَّرَ فيَّ بِشَكْلٍ كَبيرٍ هوَ الَّذي جَرَّبْتُ فيهِ أَنْ أُمَثِّلَ دَوْرَ شَخْصٍ ذي احْتياجاتٍ خاصَّة، إِذْ لَمْ أَتَخَيَّلْ صُعوبَةَ المَوْقِفِ عَلى مَنْ يَعيشُه وَيُعاني مِنْهُ يَوْميًّا."
ـ "أَمِنَ السَّهْلِ السَّيْطَرَةُ عَلى شَخْصيَّةِ "عُمَر" عَبْرَ الإِنْتِرْنَت وَخارِجَه؟"
"لا أَظُنُّ ذَلِك، فَأَنا أُحِبُّ أَنْ أَكونَ واقِعيًّا وَمُتَواضِعًا في فيدْيوهاتي، كَما أَنَّني أَهْدُفُ خِلالَها إِلى تَعَرُّفِ أُمورٍ جَديدَةٍ واكْتِشافِ المَعْلوماتِ الغامِضَة، فَأَضْرِبُ عُصْفورَيْنِ بِحَجَرٍ واحِد: الجانِبُ التَّرْفيهيُّ وَالجانِبُ التَّعْليميُّ التَّوْعَويّ."
ـ "يُقالُ إِنَّ وَراءَ كُلِّ رَجُلٍ عَظيمٍ امْرَأَة. أَتَظُنُّ أَنَّ زَوْجَتَكَ لَها تَأْثيرٌ في عَمَلِك؟"
ـ "طَبْعًا، فَهيَ الأَساسُ وَالدّافِعُ الوَحيدُ الَّذي يَجْعَلُني أَعْمَلُ في هَذا المَجال، وَمِنْ دونِها أَرى نَفْسي غَيْرَ ناجِحٍ في عَمَلي."
ـ "صِفْ لَنا بِكَلِمَتَيْنِ كَيْفَ تَرى نَفْسَكَ في المُسْتَقْبَل."
ـ "شَخْصيَّةٌ حُرَّةٌ وَمُتَعَدِّدَةُ الخِبْرات."
ـ "ماذا تَشْعُرُ في هَذِهِ المَرْحَلَةِ مِنْ حَياتِك؟"
ـ "أَشْعُرُ بِالرِّضا وَالنَّجاحِ في هَذِهِ الفَتْرَة. فَمُقارَنَةً بِما مَضى، أَرى أَنَّني مُتَقَدِّمٌ في عَمَلي حاليًّا، وَبِخاصَّةٍ أَنَّني أَعْمَلُ عَلى ما أَفْتَخِرُ بِهِ وَأُحِبُّه."
ـ "ما الخُطْوَةُ التّاليَةُ الَّتي سَتَتَّخِذُها في حَياتِك؟"
ـ "هَدَفي الآنَ هوَ أَخْذُ قِسْطٍ مِنَ الرّاحَةِ بِالتَّوَقُّفِ عَنِ العَمَلِ فَتْرَةً زَمَنيَّة، إِذْ بَعْدَ سِلْسِلَةِ "عُمَر يُجَرِّبُ" بَذَلْتُ الكَثيرَ مِنَ العَمَلِ وَالجُهْدِ وَالتَّعَب… وَبَعْدَها لِكُلِّ حادِثٍ حَديثٍ."
"عُمَر فاروق"، أَنْتَ شَخْصيَّةٌ مُغامِرَة، شَخْصيَّةٌ يَعْتَبِرُها النّاسُ قُدْوَة. أَنْتَ مِنَ القَلائِلِ الَّذينَ يُقَدِّمونَ مُحْتَوًى مُفيدًا، لِكُلٍّ مِنَ الصِّغارِ وَالكِبار، وَبِطَريقَةٍ مُمَيَّزَة. إِنَّنا نَشْهَدُ عَلى جُهْدِكَ الَّذي تَبْذُلُه، وَالرِّسالَةِ الَّتي توْصِلُها إِلى المُشاهِدينَ في خِتامِ كُلِّ فيديو.
أَخيرًا، لَقَدْ سَعَدْنا بِلِقائِكَ وَنَأْمُلُ أَنْ تُفاجِئَنا كالعادَةِ بِمُحْتَوًى يَأْسِرُ القُلوب. عَلى أَمَلِ اللِّقاءِ قَريبًا.
هذا النّصّ من تأليف التّلميذة "شيخة عليّ الشّهواني" بإشراف المعلّم "كريم بركات" في الصّفّ التّاسع أساسيّ من "أكاديميّة قطر ـ الخور" خلال مشاركتها في مسابقة التّعبير الكتابيّ على منصّة "كم كلمة" في العام الدّراسيّ 2021-2022.