القراءة النّاقدة

 
undraw_book_lover_mkck.png
 

"سئلت عمَّن سيقود الجنس البشريّ؟ فأجبت: الَّذين يعرفون كيف يقرأون".

- فولتير -

انحصرت القراءة بمفهومها التّقليديّ في قدرة القارئ على تحويل الرّموز المكتوبة إِلى رموزٍ منطوقة، وقد تغيّر هذا المفهوم مع مستجدّات التَّربية الحديثة وصار للقراءة مفهومٌ مختَلفٌ ينظر إليها كوسيلَةٍ لا غاية، تمكّن مكتسبها من مهارات التّعلُّم المستمرّ، أي مهارات القرن الواحد والعشرين. أيّ قراءةٍ نقصد؟

القراءة النّاقدة

يقصد بالقراءة النّاقدة، على اختلاف تعريفاتها، نمطٌ من أنماط التّفكير، وتقع في القسم الأعلى من مستويات التّفكير الذّهنيّة الّتي جاء بها "بنجامين بلوم".

وهي تنقل القارئ من السّطحيّة إلى العمق في تعاطيه مع المادّة المقروءة، فيفحصها ويعالجها بشموليّة، ويميّز الحقائق الواردة فيها من الآراء، ويكشف عن المنطق المعتمد فيها. كما ينظر في صحّة الأدلّة والبراهين والحجج الّتي تقدّمها، للتّمكّن من الحكم عليها واتّخاذ قرار رفضها أو قبولها، بناءً على معايير منطقيّةٍ محدّدة. وبالتّالي، تدفع بالقارئ إلى تقويم أغراض المؤلّف وغايته واعتقاداته ودقّته وموضوعيّته وصدق معلوماته...

ما أهمّيّة القراءة النّاقدة؟

إنّ تدفّق المعلومات في هذا العصر وسرعة انتشارها يجعلان القراءة النّاقدة حاجةً ملحّةً لا بدّ من تسليح المتعلّمين بها، بحيث يتمكّن القارئ من تمييز جودة المقروء واختيار المناسب منه والنّظر إليه بعمقٍ والحكم عليه بمنطقٍ لا تقبّله بثقةٍ عمياء، سواءٌ في قراءة الصّحف أم المجلّات أم الكتب التّاريخيّة أو العلميّة أم في الرّوايات والقصص الّتي تزخر بثقافاتٍ اجتماعيّةٍ وتؤثّر في وجدان القارئ ونموّه الأخلاقيّ.

كيف أدرّب تلاميذي على القراءة النّاقدة؟

القراءة النّاقدة مهارةٌ تستدعي التّدريب والممارسة. إليكم خمس نصائح لتنميتها:

1-  البحث عن حيثيّات النّصّ يساعِد على القراءة العميقة والتّفاعل مع المقروء.

2-  البحث عن أسلوب الكاتب يسهّل عمليّة تحليل عمله الكتابيّ من حيث اللّغة.

3-  البدء بقراءةٍ أوّليّةٍ لاستخراج الفكرة العامّة من المقروء قبل القراءة المعمّقة.

4-  تدوين الملاحظات خلال القراءة للعودة إليها لاحقًا والاستشهاد بها في النّقد أو البحث عنها.

5-  مناقشة الأفكار الرّئيسة بأسلوبٍ شخصيّ، وتحديد قصد الكاتب من كلّ مقطعٍ قبل استئناف القراءة.

معلّمو القراءة كثر، لكنّ معلّمي القراءة النّاقدة هم أقلّ من هؤلاء حتمًا. فإلى أيّ مجموعةٍ أنت تنتمي؟



هل تبحث عن موارد تعليميّة جاهزة لتدريب تلاميذك على القراءة النّاقدة؟

 

أدخِلوا بياناتكم للاشتراك في مدوّنتنا

Dr. Samar Asso

E-Learning Curriculum Specialist

Previous
Previous

كيفَ يمكنُني بناءُ صفحتي الشّخصيّةِ عَلى "لينكد إن"؟

Next
Next

A Song about Celebration and Creativity