مكتبة "كم كلمة" الرّقميّة… أتستحقّ كلّ هذا الزّخم؟

 
 
 
 

حين أتكلّم عن "كم كلمة"، المنصّة الإلكترونيّة الّتي شاركتُ و"سيرون شاميكيان" في تأسيسها عام ٢٠١٥، يظنّ بعض الأشخاص أنّني مسترسلة في الحديث عن إنجاز شخصيّ. لكنّ آراء الآخرين عن المنصّة والجوائز الّتي ما زلنا نحصدها هي بمثابة تصديق لشهادتي المجروحة هذه، والّتي كان آخرها تسمية "كم كلمة" من الفائزين بجائزة "الإسكوا للمحتوى العربيّ الرّقميّ للتّنمية المستدامة" لعام ٢٠٢٢. فهل تستحقّ مكتبتنا الرّقميّة كلّ هذا الزّخم؟ أو بالأحرى، لماذا تستحقّه؟

 

أوّلًا: شموليّة المهارات 

تضمّ مكتبة "كم كلمة" مئات الموارد الرّقميّة، المسموعة والمقروءة، لدعم تعليم المهارات اللّغويّة الأساس: القراءة والكتابة والإصغاء والتّحدّث. وعدا عن المهارات اللّغويّة، فإنّ المنصّة هي المكان الأمثل لتعليم مهارات القرن الواحد والعشرين ونقل المعرفة المتعلّقة بالمهارات الحياتيّة.

ثانيًا: المحتوى المتنوّع

تختلف اهتمامات التّلاميذ وأولويّاتهم، لكن في مكتبة "كم كلمة" يجد كلٌّ منهم ضالّته. فالموارد موزّعة على ثمانية محاور وتنتمي إلى أحد عشر نوعًا أدبيًّا. وهذا التّنوّع يشجّع التّلاميذ على المطالعة من ناحية، ويؤمّن للمعلّمين والمعلّمات خيارات أكثر وسلاسةً أكبر لمراعاة الفروق الفرديّة بين تلاميذهم من ناحية أخرى.

 

من الكلمة الّتي ألقتها الشّريكة المؤسِّسة، ورئيسة الاستراتيجيّة "نسرين المكّوك" في حفل الإعلان عن الجوائز:

منذ تأسيس "كم كلمة"، في العام ألفين وخمسة عشر حتّى اليوم، دعمنا أكثر من مئة ألف مُعلّمٍ ومُتَعلّم، وسهّلنا عليهم الجهد، ونأمل أن نكون قد أضفينا بعض المتعة إلى تجربتهم. ونحن نطمح، بالشّراكة مع روّاد التّعليم وصنّاع القرار في مؤسّسات المجتمع المدنيّ والمنظّمات الحكوميّة وغير الحكوميّة، أن نوحّد جهودنا لنصل معًا، إلى خمسين مليون طفل ومراهق في عالمنا العربيّ، ونمدّهم بالمهارات اللّغويّة والحياتيّة لفهم واقعنا والإبداع في تحسينه.

 

ثالثًا: التّماهي مع الواقع

النّصوص والفقر في "كم كلمة" قريبة جدًّا من الواقع الّذي يعيشه المعلّمون والمتعلّمون. وهذا يسمح للتّلاميذ بالتّماهي مع شخصيّات القصص وإيجاد ما يمتّ إلى واقعهم بصلة. وما يزيد من تميّز المكتبة، أنّها تُحدَّث بشكل أسبوعيّ وتُضاف إليها موارد عن أيّ حدث راهن.

رابعًا: القالب المعاصر

في مكتبة "كم كلمة"، يقرأ التّلاميذ عن شخصيّات معاصرة مثل "جيتنجالي راو"، المبتكرة الصّغيرة في مجَالي العلوم والتّكنولوجيا، و"زها حديد" و"مارك زوكربيرغ". كما أنّه في المكتبة لا ينحصر بالضّرورة دور الأمّ بالتّربية وإدارة المنزل؛ ودرس العربيّة قد يكون مدخلًا للمراهق إلى الاهتمام بصحّته الجسديّة والنّفسيّة، وقصّة "ليلى" ذات الرّداء الأحمر توضع تحت المجهر لممارسة مهارة التّفكير النّقديّ.

خامسًا: البناء على الأعمال الأدبيّة

التّجديد لا يكون على حساب القديم، فما بالك لو كان القديم إرثًا أدبيًّا وثقافيًّا عريقًا؟

مكتبة "كم كلمة" تضمّ في طيّاتها أعمالًا أدبيّة لكبار الأدباء، وسيَرًا ذاتيّة عنهم وعن غيرهم من الشّخصيّات التّاريخيّة العريقة. وهي مكتبة تجمع بين الماضي والحاضر، أملًا بمستقبل أفضل!


أدخِلوا بياناتكم للاشتراك في مدوّنتنا

Nisrine El Makkouk

Chief Strategy Officer

Previous
Previous

وَقْفَةُ تَساؤُلٍ

Next
Next

تكنولوجيا التّعليم في خدمة المهارات اللّغويّة