لا تتوّقفوا أبدًا عن التّعلُّم
علّمنا سقراط أنّ "الحكمة الحقيقيّة الوحيدة هي معرفة أنّك لا تعرف شيئًا"، فالحياة غالبًا ما تنقلنا من الشّعور بأنّنا ندرك كلّ شيء، إلى الشّعور بأنّنا لا نعرف شيئًا على الإطلاق. إذًا، نحن في رحلة تعلُّمٍ مستمرّة لا تقتصر على مدرسةٍ أو جامعةٍ أو حتّى عملٍ أو منصبٍ معيّن على عكس ما قد يعتقده بعض النّاس. واستنادًا إلى ذلك، بدأت المدارس باعتماد نوعٍ جديدٍ من "الفروع الدّراسيّة" - إن صحّ القول - وهو التّطوير المهنيّ.
فما هو التّطوير المهنيّ للمعلّمين؟ وما أهمّيّته؟
أصبح التّطوير المهنيّ أساسًا لتحقيق النّجاح المهنيّ، فهو أحد العوامل الرّئيسة الّتي تساعد في الحفاظ على مستوًى عالٍ في مختلف المؤسّسات وبخاصّةٍ التّربويّة منها. فالتّطوير المهنيّ يوفّر فرصًا جديدة للمعلّمين، ويعمل على الارتقاء بالمهارات المهنيّة والوظيفيّة والشّخصيّة الّتي تساعدهم في النّجاح وتحفيز التّلاميذ. ويتمّ التّطوير المهنيّ في إطارين: رسميّ وغير رسميّ. الإطار الرّسميّ يكون من خلال المؤتمرات والجلسات التّدريبيّة والحلقات الدّراسيّة وورشات العمل كالّتي نقوم بها في "كم كلمة".
أمّا الإطار غير الرّسميّ، فيتمّ من خلال الجهد الشّخصيّ والأبحاث المستقلّة والمبادرات التّعلُّميّة أو التّحدّث مع الزّملاء وتبادل المعارف خلال حصص الفراغ في غرفة المعلّمين.
فما أهمّيّة التّطوير المهنيّ في المجال التّربويّ؟ وكيف يمكنه الارتقاء بمهارات الطّاقم التّعليميّ؟
إليكم أبرز النّقاط:
1 - يدرّب المعلّمين على استعمال التّكنولوجيا
لن يتمكّن المعلّمون من تأهيل تلاميذ المستقبل إن لم يتسلّحوا بالأدوات اللّازمة. يساعد التّطوير المهنيّ في تمكين المعلّمين وتدريبهم على استعمال التّكنولوجيا داخل الصّفوف ليتمكّنوا من التّكيّف مع أيّ ظرفٍ مفاجئ. فاستعمال تكنولوجيا التّعليم بات أساسًا وضرورة في القرن الواحد والعشرين، لأنّها تعزّز عمليّة التّعلُّم والتّعليم من خلال مساعدة المعلّمين في مراعاة الفروقات الفرديّة لدى التّلاميذ، ما يشجّعهم على المشاركة في الصّفوف.
2 - يعزّز عقليّة التّطوّر والنّموّ
عندما ندعم المعلّمين، نظهر لهم أنّنا نقدّر جهودهم وندفعهم إلى تنمية مهاراتهم وتطوير صفوفهم، ممّا يؤمّن بيئةً صفّيّة إيجابيّة يكون فيها المعلّم والتّلميذ متحمّسَيْن للتّعلّم.
3 - يشجّع نجاح المعلّمين الجدد
تشير الدّراسات إلى أنّ ثلث المعلّمين يتركون مهنتهم في السّنوات الثّلاثة الأولى، وحوالى النّصف يستقيل خلال خمس سنوات كحدٍّ أقصى. تتعدّد الأسباب والتّفسيرات، ولكن لا يمكن استبدال الخبرة العمليّة في التّعليم الصّفّيّ. فيقضي المعلّمون معظم وقتهم في تحضير الموارد وتطوير مهاراتٍ جديدة استجابةً للتّغيّرات والتّحدّيات الّتي تواجههم، وآخرها جائحة كورونا، لكن لم تسنح الفرصة للمعلّمين الجدد بتحضير مواردهم الخاصّة والعمل على تطوير مهاراتهم. والتّطوير المهنيّ يساعد المعلّمين، الجدد منهم والمتمرّسين، في تطوير المهارات اللّازمة للشّعور بالثّقة داخل الصّفّ، كما يسمح لهم بالتّعلُّم ليتمكّنوا من إكمال مسيرتهم في التّعليم.
4 - يؤثّر في تحصيل التّلاميذ العلميّ
تكون إنجازات التّلاميذ الهدف الأساس لدى المعلّمين. ولا شكّ أنّ المعلّمين المؤثّرين يستطيعون إفادة التّلاميذ بطريقة فعّالة، وعندما يتمكّن المعلّمون من الوصول إلى موارد التّطوير المهنيّ، يُصبحون محصّنين بالأدوات اللّازمة الّتي تمكّنهم من التّعليم بشكلٍ أفضل، ومساعدة التّلاميذ في النّجاح والتّألُّق.
أخيرًا، يعمل التّطوير المهنيّ على تمكين المعلّمين من خلال تطوير مهاراتهم وتزويدهم بالتّكنولوجيا والأدوات اللّازمة الّتي تمكّنهم من دعم تلاميذهم وتُحضِّرهم للتّغيّرات الّتي قد تطرأ على مجال التّربية والتّعليم. وتُساهم "كم كلمة" في ذلك من خلال برنامج "همزة الوصل" لدعم التّطوير المهنيّ للمعلّمين والمعلّمات المسجّلين في المنصّة من خلال ورشات عملٍ تتطرّق إلى مواضيع تربويّة وتعليميّة.
لمزيدٍ من الاستفسار يمكنكم مراسلة فريق الدّعم عبر هذا العنوان: support@kamkalima.com