الانتقال إلى التّعليم الإلكترونيّ: أَتَحَدٍّ هو أمِ امتياز؟

 
undraw_code_thinking_1jeh.png
 

حمَلتْ جائحة "كورونا" المدارس على الانتقال من التّعليم في الصّفّ إلى التّعليم الإلكترونيّ. ورغم التّحدّيات الّتي تواجه المدارس في التّأقلم مع هذه الخطوة، فإنّ التّعليم الإلكترونيّ، الّذي تُستعمل فيه أدوات التّعليم المُتاحة عبر الإنترنت بشكل حَسَن، يضع مدرستكم في قائمة المَحظيّين!

وفي هذا الانتقال في طريقة التّعليم، تتوفّر ميزات عديدة تفيد المدارس وتطوّرها نحو الأفضل. ومن هذه الميزات:

١. تعديل الدّروس بحسب الحاجات

إنّ التّعليم الإلكترونيّ يمنح المنهج التّعليميّ مرونة، بعكس المنهج التّقليديّ الّذي يحكم المعلّم/ـة بكتاب معيّن. كما أنّه يعطي المعلّم/ـة دورًا أساسيًّا في تقدير حاجات كلّ صفّ أو مجموعة أو تلميذ/ة، ليتخطّى دوره التّقليديّ كوسيط ينقل مضمون الكتاب إلى التّلاميذ. إنّ هذه الخاصّيّة تُتيح إيلاء الاهتمام الكافي لكلّ تلميذ/ة أو مجموعة بحسب وضعهم واحتياجاتهم، وبالتّالي تعديل طبيعة الواجبات للتّركيز على تنمية مهارة معيّنة، والوصول إلى نتائج أفضل.

٢. سهولة الوصول إلى المعلومات

من ميزات التّعليم الإلكترونيّ إمكانيّة الوصول إلى جميع الملفّات الّتي يحتاجها المعلّم/ـة والتّلميذ/ة في أيّ زمان ومكان. فالمنصّات التّعليميّة تحفظ المعلومات وتقوم بأرشفتها بشكل منظّم، بحيث يمكن الرّجوع إليها متى دعت الحاجة. عدا عن ذلك، فإنّها تؤمّن تدفّق المعلومات المتعلّقة بمواعيد الواجبات والفروض لكلّ من المعلّم/ـة والتّلميذ/ة.

٣. توفّر الموارد للجميع

في تسعينات القرن الماضي، كان على المعلّمين في مدرسة ما، التّنسيق لاستعمال الوسائل المُساعدة في صفوفهم بحسب توفّرها (البروجكتر، الرّاديو...). أمّا الصّفوف الّتي تستلزم تجارب علميّة أو قراءة في المكتبة، فكان عليها التّنبّه إلى عدم تضارب أوقات استعمال مختبر المدرسة والمكتبة فيما بينها. لكن، بوجود التّعليم الإلكترونيّ، باتت هذه التّحدّيات من الماضي، حيث تتوفّر اليوم موارد مسموعة ومقروءة متعدّدة ومتنوّعة يمكن لكلّ تلميذ/ة الوصول إليها بنقرة واحدة على الشّاشة، وبجودة عالية.

٤. تقويم الأداء

إنّ عمليّة تقويم الأداء، خلال التّعليم في الصّفّ، تتطلّب وقتًا وجهدًا قد لا يتوفّران دائمًا للمعلّم/ـة. أمّا التّعليم الإلكترونيّ فيُظهر تلقائيًّا تقارير الأداء لكلّ مجموعة وصفّ ومدرسة، ويقوم بتحديثها من دون استنزاف أيّ وقت ومورد بشريّ من المدرسة. وتسمح هذه التّقارير للمعلّم/ـة بتقويم أداء التّلاميذ وتعديل الواجبات بحسب المعطيات. كما أنّ نسبة الخطأ في التّقارير الإلكترونيّة نادرة جدًّا!

٥. ربط عمليّة التّعليم بالواقع

تواكب الموارد الإلكترونيّة المتوفّرة المستجدّات خارج نطاق الصّفّ. فأغلب المنصّات التّعليميّة لها مواردها الخاصّة الّتي يتمّ تحديثها لهذه الغاية. فعلى سبيل المثال، مع تفشّي فَيْروس "كورونا" تمّ العمل على الموارد المتعلّقة بالصّحّة والسّلامة والنّظافة الشّخصيّة، وبالتّالي بات ممكنًا تعيين واجبات تعليميّة مرتبطة بالواقع المُعاش. أمّا الكتب الورقيّة فيستلزم تحديثها وقتًا أطول بكثير، وقد تستغرق طباعتها وإعادة توزيعها شهورًا، وتكون المواضيع بحلول ذلك الوقت قد أصبحت قديمة.

من هنا، أتعتقدون أنّ مدرستكم بحاجة إلى هذه الميزات الخمسة وغيرها؟ إذا كانت إجابتكم نعم، فربّما حان الوقت للانتقال إلى التّعليم الإلكترونيّ، والاستفادة من عشرات الخاصّيّات، الّتي إذا ما استُثمرت بشكل صحيح، ستجعل عمليّة التّعليم ممتعة وناجعة للتّلميذ/ة والمعلّم/ـة معًا.

 

أدخِلوا بياناتكم للاشتراك في مدوّنتنا

Bayan Itani

Creative Engagement Specialist

Previous
Previous

١٠ أنواع من المتعلّمين وطرق دعمهم

Next
Next

٥ طرق لبدء العام الدّراسيّ المقبل عن بُعد