١٠ أنواع من المتعلّمين وطرق دعمهم
هل تطمح إلى النّجاح في التّعليم؟ اعرف تلاميذك.
معرفة تلاميذك هي خطوتك الأولى للنّجاح في التّعليم، لأنّها المفتاح الّذي سيفتح أمامك الباب لتعلّمٍ فعّال، ولمساعدتك في كيفيّة تحضيرك للدّروس وتطبيقها واختيار الوسائل التّعليميّة والطّرق المناسبة وتقييم أداء المتعلّمين.
أنت شخص واحد، لكنّ تلاميذك كثر، وكلّ منهم قادر على التّعلّم. لكن، لكلّ منهم خصائص يتفرّد بها في كيفيّة التّعلّم.
لا تقلق وخذ نفسًا عميقًا!
ليس عليك البحث عن هذا الموضوع، فالخبر المفرح هو أنّ الدّراسات الّتي تُعنى بالعلوم التّربويّة قد تمكّنت من تحديد أنواع المتعلّمين انطلاقًا من البحث في المخّ البشريّ وأنماط التّعلّم وتعدّد الذّكاءات. إليك ملخّص بأهمّها.
ما هي أنواع المتعلّمين؟ وكيف يمكنك احتضانهم بإنصاف ودعمهم؟
1ـ المتعلّمون البصريّون:
يميلون إلى التّفاعل مع المعلومات المعروضة عليهم مرئيًّا وتحليلها بصريًّا لفهمها واستيعاب العلاقات بينها.
كيفيّة دعم هذا النّوع من المتعلّمين:
ـ التّوجّه إليهم بالصّور والرّسوم البيانيّة والتّوضيحيّة، والخرائط الذّهنيّة، والتّعليمات المكتوبة.
ـ حثّهم على تدوين الملاحظات وإعادة رسم المعلومات والأفكار، واستبدال الكلمات المهمّة برموز أو الحرف الأوّل من الكلمة، وتلوين المصطلحات الأساسيّة والمهمّة.
ـ إتاحة المجال لهم لاستعمال اللّوح والتّعبير عن أفكارهم بالرّسم عليه.
2ـ المتعلّمون السّمعيّون:
يحبّون التّعلّم من خلال السّمع، فيفضّلون الإصغاء إلى المحاضرة على قراءتها، وغالبًا ما يردّدون المعلومات والمفاهيم بصوت جهوريّ لتثبيتها بدلًا من تدوينها. لا يخشون المشاركة في الصّفّ، كما أنّهم يتحلّون بقدرات عاليّة في التّعبير الشّفويّ.
كيفيّة دعم هذا النّوع من المتعلّمين:
ـ تكليفهم بإعادة شرح المعلومات أو تلخيصها شفويًّا.
ـ طرح الأسئلة عليهم واستدعائهم لمناقشات جماعيّة.
ـ تزويدهم بفيديوهات ونصوص مسموعة.
3ـ المتعلّمون الحركيّون:
يُعرفون بالمتعلّمين الحسّيّين، يتعلّمون من خلال النّشاط والتّجربة والاختبار باللّمس بدلًا من القراءة والإصغاء. كما يواجهون صعوبة في المكوث من دون حركة لوقت طويل، ويحتاجون إلى استراحات متكرّرة خلال التّعلّم، لكنّهم يبرعون بالرّقص والرّياضة والعروض المسرحيّة.
كيفيّة دعم هذا النّوع من المتعلّمين:
ـ إعطاؤهم المجال للتّحرّك من خلال التّعلّم باللّعب أو الكتابة على اللّوح أو التّمثيل.
ـ تزويدهم بأمثلة من الواقع وإتاحة الفرصة أمامهم للإبداع.
ـ توكيلهم بإعادة التّجارب المخبريّة أو المشاريع وتطبيقها لاستيعاب المفاهيم المجرّدة.
4ـ المتعلّمون بالقراءة والكتابة:
يفضّلون تلقّي المعلومات مكتوبةً ويعالجونها من خلال تدوين الملاحظات، كما يستمتعون بمهام القراءة والكتابة. لذا تفاعلهم مع النّصوص أكبر من تفاعلهم مع الصّور والسّمعيّات.
كيفيّة دعم هذا النّوع من المتعلّمين:
ـ تزويدهم باختبارات خطّيّة، أو دليل شرح لمتابعة المحاضرة أو العرض.
ـ توكيلهم بمهامّ قراءة المقالات والكتب أو الكتابة في اليوميّات وشرح أفكارهم على الورق والبحث عن الكلمات في القاموس وشبكة الإنترنت.
ـ تشجيعهم على إعادة كتابة المفاهيم بلغتهم الخاصّة للتّعمّق في فهمها.
ـ تكليفهم بتنظيم الرّسوم البيانيّة والمخطّطات في شكل ملاحظات.
5ـ المتعلّمون المنطقيّون الحسابيّون:
يتميّزون بالمهارات الحسابيّة، واكتشاف العلاقات بين العناصر، والتّصنيف.
كيفيّة دعم هذا النّوع من المتعلّمين:
ـ تكليفهم بشرح المعادلات المنطقيّة.
ـ توكيلهم بأنشطة المقارنة بين الأمور.
ـ تزويدهم بموارد تعلّميّة علميّة أو تقنيّة.
6ـ المتعلّمون الذّاتيّون الاجتماعيّون:
غالبًا ما يمتازون بالإحساس المرهف والتّعاطف مع الآخرين. ومهاراتهم التّواصليّة عالية، لذا يسهل عليهم العمل ضمن مجموعات.
كيفيّة دعم هذا النّوع من المتعلّمين:
ـ تكليفهم بأنشطة التّمثيل كنحو لعب دور شخصيّة تاريخيّة.
ـ توكيلهم بحلّ المشاكل عبر العمل في مجموعات.
ـ إتاحة الفرصة أمامهم للإجابة عن أسئلة في الفهم ضمن مجموعات.
7ـ المتعلّمون الذّاتيّون المتفرّدون:
يتّصفون بالاستقلاليّة والخصوصيّة. يميلون إلى المطالعة والبحث، وغالبًا ما يتّجهون إلى مهنة التّأليف أو البحث أو البرمجة.
كيفيّة دعم هذا النّوع من المتعلّمين:
ـ تزويدهم بموارد تعلّميّة مختلفة من مرئيّات وكتب وتعليمات.
ـ توفير مساحة هادئة لهم كي يتعملّوا.
ـ تحديد مدّة العمل المخصّصة لهم لإنجاز المهامّ، كي يشعروا بالاستعداد الكافي.
8ـ المتعلّمون الطّبيعيّون:
هم هؤلاء الّذين يتعلّمون بطريقة طبيعيّة ومتنوّعة سواء من خلال الجلوس في الصّفّ أو الإصغاء إلى محاضرة أو عبر مشاهدة الفيديوهات التّعلّميّة أو الرّحلات الميدانيّة سواء فرديًّا أو ضمن مجموعة. لكنّهم يميلون إلى اختبار الأمور وممارسة المهارات كطريقة في التّعلّم.
كيفيّة دعم هذا النّوع من المتعلّمين:
ـ تخصيص الرّحلات لهم.
ـ تزويدهم بتقارير تعليميّة مصوّرة.
ـ توكيلهم بمشاريع تطبيقيّة.
9ـ المتعلّمون اللّغويّون:
يميلون إلى التّفاعل من خلال مختلف المهارات اللّغويّة كالإصغاء والتّحدّث والقراءة والكتابة.
كيفيّة دعم هذا النّوع من المتعلّمين:
ـ تزويدهم بالكتب والنّصوص المسموعة والمحاضرات المسجّلة.
ـ تشجيعهم على تدوين الملاحظات.
ـ إتاحة الفرصة لهم لقراءة الموضوعات جهريًّا ومناقشتها أو الكتابة عنها.
10ـ المتعلّمون الموسيقيّون:
يبرعون بالتّعلّم من خلال الموسيقى أو الإيقاع، كما يتفاعلون مع المعلومات المُرفَقة بخلفيّات صوتيّة. وعلى خلاف غيرهم من المتعلّمين، يتعاملون مع الموسيقى على أنّها حافز لهم، لا مصدر إزعاج.
كيفيّة دعم هذا النّوع من المتعلّمين:
ـ توكيلهم بإعادة تنظيم المعلومات في إيقاع موسيقيّ معيّن أو مُقفًّى.
ـ استعمال الموسيقى كخلفيّة مرافقة للشّرح.
ـ دعمهم بموارد تعلّميّة مغنّاة أو ملحّنة.
انتشر التّعليم عن بُعد في الآونة الأخيرة، ممّا فرض على الكثيرين توسّل التّكنولوجيا واللّجوء إلى منصّات تعليميّة غنيّة بالوسائل التّعليميّة البصريّة والسّمعيّة وغيرها، لذا بات من السّهل جعل كلّ متعلّم محور عمليّة التّعلّم من خلال التّنويع في التّعليم ومراعاة الفروق الفرديّة بين المتعلّمين، على أن يمرّ ذلك حتمًا بمعرفة خصائص كلّ تلميذ.
فاعرفوا تلاميذكم، واحتضنوهم على اختلافهم، لتعطوا صاحب كلّ حقّ حقّه!