التّعليم الإلكترونيّ ينقذ كوكب الأرض
مع انتشار فيروس كورونا، كان الانتقال إلى التّعليم عن بعد قسريًّا وبات على التّلاميذ والمعلّمين وإدارات المدارس التّكيّف مع واقع تعليميّ جديد. بعد مرور أكثر من سنتين على الجائحة، يتأمّل بعضنا العودة إلى ما كان سائدًا قبلها، في حين تكيّف بعضنا الآخر مع المعطيات الجديدة وتبنّاها.
فمثلًا، تتّجه المزيد من المدارس اليوم إلى استعمال الموارد الموجودة في المنصّات التّعليميّة الإلكترونيّة، مثل "كم كلمة" عوضًا عن الكتب المدرسيّة. وعدا عن أنّ الموارد الإلكترونيّة تُحدَّث بشكل دوريّ حسب المستجدّات الرّاهنة، وتُنقَّح بناءً على التّغذية الرّاجعة من المدارس، فإنّ استعمالها قد ينقذ كوكب الأرض من كارثة بيئيّة. إليكم الأسباب:
تتسبّب صناعة الورق في إزالة
١٠٠ مليون هكتار
من الغابات سنويًّا.
يحتاج تصنيع الورقة الواحدة إلى كمّيّة كبيرة من الماء، أكثر من معظم الصّناعات الأخرى، وتقدّر بحوالى
لترين إلى ثلاثة عشر ليترًا
كمعدّل.
يتمّ استهلاك أكثر من
٦٠٠ ألف طنّ
من الورق سنويًّا لصناعة الكتب، في الولايات المتّحدة الأميركيّة فقط.
يستهلك تصنيع الورق كمّيّات هائلة من الطّاقة، بما يعادل
٦،٤ إكساجول
في السّنة.
تنتج صناعة الورق سنويًّا ما يزيد عن
١٠٠ كيلوغرام
من الملوّثات السّامّة للهواء والماء والتّراب.
ما بين عام ١٩٩٧ و٢٠١٧، زاد استعمال منتجات الورق
بنسبة ١٢٦٪
ليصل إلى
٢٠٨ ملايين طنّ.
يشكّل الورق حوالى
٣٥٪
من النّفايات في المطامر.
دعونا نربط هذه الأرقام مع التّعليم الصّفّيّ الّذي تُستعمل فيه الكتب الدّراسيّة الورقيّة!
في كلّ صفّ، نجد تقريبًا ٢٠ تلميذًا وتلميذة، ولنفترض أنّ الكتاب الدّراسيّ مكوّن من ٥٠ صفحة فقط، والتّلاميذ يدرسون فقط أربعة موادّ؛ فما هو أثر ذلك في البيئة يا تُرى؟
سيكون عندها عدد الأوراق المُستهلك في هذا الصّفّ حوالى ٤٠٠٠ ورقة. وإن افترضنا أنّ هناك اثني عشر صفّا فقط في هذه المدرسة، مع أنّ هذا العدد عادةً يكون أكبر، عندها يرتفع هذا العدد إلى ٤٨٠٠٠ ورقة في المدرسة الواحدة.
لا بد أنّكم تتساءلون حاليًّا أنّه لا يُعقل أن نعيش من دون استعمال الورق، هذا صحيح. لكنّ السّؤال الأهمّ هو: "كيف يمكن أن نكون أكثر صداقة مع البيئة عند استعمالنا الورق؟"
إليكم بعض الأفكار المُلهمة للتّخفيف من كمّ الأوراق الّتي تستعملونها:
1 - تحضير الدّروس باستعمال الحاسوب أو الأجهزة الذّكيّة: هذا يساعد المعلّمين في التّخفيف من الأوراق الّتي يستعملونها، كما يُؤَرشِف عملهم ويسمح لهم بإعادة استعمال الدّرس المحضّر ثانية، من دون جهد إضافيّ!
2 - استعمال الألواح: يمكن للتّلاميذ استعمال ألواح الـwhiteboard في أثناء حلّ واجباتهم عوضًا عن أوراق المسوّدة.
3 - تفادي شراء الكتب المطبوعة أو شراؤها مستعملة: في عصر الرّقمنة، بات هناك إصدارات إلكترونيّة من أغلب الكتب. في حال كنت لا تحبّ القراءة إلكترونيًّا، ما رأيك بشراء كتاب مستعمل؟
بقي أن أشير إلى أنّ هناك العديد من المبادرات الّتي تهدف إلى تقليص حجم النّفايات الورقيّة والتّخفيف من أثر صناعة الورق في البيئة. ومن هذه المبادرات تنبثق دعوات إعادة استعمال الكتب، وإنتاج أوراق قابلة لإعادة التّدوير، وسياسات تبديل الكتب الجامعيّة الّتي تتضاعف في أحجامها عن الكتب المدرسيّة. إلّا أنّ هذه الجهود، على منافعها، لا يُمكن أن تُقارن بالأثر الإيجابيّ للانتقال من الموارد الورقيّة إلى الموارد الإلكترونيّة.
وأنتم، ما رأيكم؟