عالَمُ الخَيالِ السِّحْريّ

 
 
 
 

جاءَتِ العُطْلَةُ وَكُنْتُ سَعيدَةً بِإِقْبالِ الإِجازَة، فاسْتَيْقَظْتُ صَباحًا وَتَناوَلْتُ فَطوري. ثُمَّ رَسَمْتُ لَوْحَةً واسْتَمْتَعْتُ بِبَرامِجَ الأَطْفالِ المُفَضَّلَةَ لَدَيّ، وَلَعِبْتُ بَعْدَها بِدُمْيَتي الجَميلَة. أَنْهَيْتُ كُلَّ ذَلِكَ والوَقْتُ ما زالَ مُبْكِرًا، فاقْتَرَحْتُ عَلى أُمّي أَنْ تَأْخُذَني إِلى الحَديقَةِ ووافَقْت. تَوَجَّهْتُ إِلى الحَديقَةِ مَعَ أُمّي وَأَخي، وَلَعِبْنا بِالكُرَةِ وَعَلى الأُرْجوحَةِ وَتَزَحْلَقْنا. وَبَعْدَ ذَلِك، أَكَلْنا البَطاطِسَ والحُلْوَيات، ثُمَّ أَكْمَلْنا اللَّعِب.

وَبَعْدَ قَليل، شَعَرْتُ وَأَخي بِالعَطَش، فَوَجَدْنا عَلى طاوِلَةٍ قَريبَةٍ مِنّا قارورَتَيْنِ مِنَ الماء، وَكانَتا جَميلَتَيِ الشَّكْلِ واللَّوْن؛ وَلِأَنَّنا نَشْعُرُ بِعَطَشٍ شَديد، شَرِبْنا جُرْعَةً مِنْهُما.


وَبَعْدَ أَنْ شَرِبْنا، وَجَدْنا عَلى بُعْدِ مِتْرَيْنِ وَرَقَةً وَقَلَمًا عَلى الأَرْض، فَأَخَذْناهُما وَرَسَمْنا قِطَّة، وَفي الْحالِ خَرَجَتْ مِنَ الوَرَقَةِ قِطَّةٌ جائِعَة؛ فَذُهِلْنا وَأَطْعَمْناها لَحْمًا. ثُمَّ رَسَمْتُ كَعْكَةَ الشّوكولاتَة، فَنَظَرْتُ إِلى يَدي وَوَجَدْتُ الكَعْكَةَ الَّتي رَسَمْتُها. اِسْتَغْرَبْتُ الأَمْرَ وَلَمْ أَسْتَوْعِبْ ما يَحْصُل، فَقُلْتُ لِأَخي: "ما هَذِهِ الأَحْداثُ الغَريبَةُ الَّتي تَحْدُثُ مَعَنا؟ كَأَنَّنا في دُنْيا العَجائِب!"، فَقالَ لي إِنَّها أَحْداثٌ لَيْسَتْ مُتَوَقَّعَةً وَلَكِنَّها مُمْتِعَة. عِنْدَها، راوَدَتْنا فِكْرَةٌ إِبْداعيَّةٌ وَهيَ أَنْ نَرْسُمَ عالَمًا خَياليًّا سِحْريًّا. فَباشَرْنا الرَّسْمَ وَبَدَأْنا نَرى أَمامَ أَعْيُنِنا أَشْجارًا عِبارَةً عَنْ حَلْوى القُطْن، وَأَزْهارًا كِنايَةً عَنْ أَلْواحِ الشّوكولاتَة، وَكُلَّ ما يَخْتَصُّ بِالطَّبيعَةِ عِبارَةً عَنْ نَوْعٍ مِنْ أَنْواعِ الحَلْوى. تَناوَلْتُ وَأَخي الكَثيرَ مِنَ الحَلْوى المَوْجودَة، وَلَمْ نَكُنْ نَتَوَقَّعُ أَنَّ الأَحْداثَ الطَّريفَةَ سَتَحْدُثُ مَعَنا.

وَبَعْدَ تَناوُلِنا هَذا الكَمَّ الهائِلَ مِنَ السُّكَّريّات، تَحَوَّلْتُ إِلى مُرَبَّعٍ بَيْنَما تَحَوَّلَ أَخي إِلى دائِرَة. فَضَحِكْنا عَلى أَنْفُسِنا بِدَرَجَةٍ لا توصَف، ثُمَّ أَدْرَكْنا أَنَّ عَلَيْنا العَوْدَةَ إِلى العالَمِ الواقِعيّ. فَنَظَرْتُ إِلى جِهَةِ اليَمينِ وَوَجَدْتُ بابًا صَغيرًا يَحْتاجُ إِلى مُفْتاحٍ مُرَبَّعٍ ليَفْتَح. وَبِما أَنَّ شَكْلي مُرَبَّع، دَخَلْتُ في المَكانِ المُخَصَّصِ لِلْمُفْتاحِ وَفَتَحْتُ الباب. ثُمَّ وَصَلْنا إِلى البابِ التّالي وَكانَ يَحْتاجُ إِلى مُفْتاحٍ عَلى شَكْلِ دائِرَة، فَتَقَدَّمَ أَخي قائِلًا إِنَّهُ دَوْرُهُ وَفَتَحَ الباب. وَعِنْدَما وَصَلْنا إِلى البابِ الأَخير، كانَ قِفْلُ البابِ عَلى شَكْلِ مُثَلَّث، فَرُحْنا نَبْحَثُ في الجِوارِ عَنِ المُفْتاحِ لَكِنَّنا وَجَدْنا جُرْعَةً سِحْريَّةً إِضافيَّة، فَشَرِبْتُ نِصْفَها وَتَحَوَّلْتُ إِلى مُسْتَطيل، ثُمَّ شَرِبْتُ النِّصْفَ الآخَرَ فَتَحَوَّلْتُ إِلى مُثَلَّثٍ وَفَتَحْتُ الباب. وَهُناكَ وَجَدْنا طاوِلَةً مُزَيَّنَةً بِكَعْكَةٍ صَغيرَةٍ وَجَميلَة، فَأَكَلْناها ثُمَّ عُدْنا إِلى وَضْعِنا الطَّبيعيّ.

وَبَعْدَ تِلْكَ المُغامَراتِ المُتَتاليَة، عُدْنا إِلى المَنْزِلِ وَأَكَلْنا "السّباغيتّي" مَعَ لَفائِفِ اللَّحْم، وَأَخْبَرْنا أُمّي بِتَفاصيلِ هَذِهِ المُغامَرات، فَنَصَحَتْنا أَلّا نَشْرَبَ أَوْ نَأْكُلَ ما نَجِدُهُ أَمامَنا في المَرَّةِ المُقْبِلَة، بَلْ نَطْلُبُ مُساعَدَتَها أَوْ رَأْيَها. ثُمَّ تَعاهَدْنا أَنْ نُساعِدَ بَعْضَنا دائِمًا في إيجادِ حَلِّ أَيِّ مُشْكِلَةٍ قَدْ تواجِهُنا.


هذا النّصّ من تأليف التّلميذة "إلينا فرحة الله سيّد" بإشراف المعلّمة "دارين يوسف" في الصّفّ الرّابع أساسيّ من "مدرسة باحة الأطفال العالميّة/ المملكة العربيّة السّعوديّة" خلال مشاركتها في مسابقة التّعبير الكتابيّ على منصّة "كم كلمة" في العام الدّراسيّ 2023-2024.


.

Previous
Previous

الشَّرابُ الغَريب

Next
Next

قِرْقاعونُ البَحْرَيْن