رِحْلَةٌ نَحوَ عقليّةِ النُّموّ: مُغامراتٌ في عالمِ الإِبْداعِ وَالتَّحدّي

 
 
 
 

في صباحٍ مُشرقٍ منْ أيّامِ الصّيف، كنْتُ ألعبُ معَ أُختي الصّغيرةِ لعبةَ الاختباءِ في حديقةِ المنزل. وَكَعادَتي، كنْتُ على وشكِ الاستسلامِ وَالطّلبِ إليْها أنْ تخرجَ منْ مخبئِها لأنَّني لا أُحبُّ المُحاولةَ أكثرَ منْ مرّة. فَلَطالَما كنْتُ أطلبُ إِلى أُمّي أَنْ تُساعدَني في حلِّ المسائلِ الحِسابيَّةِ لأنَّني أجدُ أَنَّ حلَّها بِنفسي صعب، وَأفضّلُ أنْ أستسلمَ بِسرعة.


وَبينَما كنْتُ أفكّرُ في إنهاءِ اللّعبة، ظهرَتْ لي عصًا سحريّةً فجأةً منَ العدم، كانَتْ لامعةً وأخبرَتْني بِصوتٍ ناعم: "اُنظري إِلى يدِك!". وَحينَ نظرْتُ وجدْتُ قارورةً صغيرةً كُتِبَ عليْها: "اِشْرَبي الخلطةَ السّحريّةَ لِتدخلي "دنيا العجائب". وَمنْ دونِ تفكيرٍ فتحْتُ القارورةَ وشربْتُها عَلى الفوْر.


وَما إِنْ شربْتُ الخلطة، وجدْتُ نفسي داخلَ قطارٍ مليءٍ بِأطفالٍ آخرين، وَكلُّنا ننظرُ حولَنا بِدهشة. كانَ القطارُ يسيرُ منْ دونِ سائق، ثمَّ توقّفَ في "دنيا العجائب". استقبلَتْنا هناكَ المعلّمةُ "فكرةُ" بِابتسامةٍ كبيرةٍ وَطلبَتْ إليْنا أنْ نتبعَها. ثمَّ أَوْصلَتْنا إِلى مدرسةِ "دنيا العجائبِ" حيثُ أخبرَتْنا أنَّ مهمّتَنا هيَ تغييرُ تفكيرِنا منْ عقليّةِ الجمودِ إِلى عقليّةِ النّموّ.

وَهُنا بدأَتِ المغامرات؛ كُنّا نواجِهُ مسابقاتٍ وَمهمّاتٍ تتطلّبُ التّفكيرَ بِطرقٍ مختلفة. وَأحيانًا كانَتِ الكتبُ في المكتبةِ تُطاردُنا عندَما نخافُ أوْ نفشلُ لِتحثَّنا عَلى مواجهةِ مخاوفِنا والتّغلّبِ عَلى الفشل. فَالسّيّدُ "قلم"، وَهوَ شخصيّةٌ عجيبةٌ عَلى هيئةِ قلمٍ وَلَهُ شاشةٌ عَلى رأسِه، أَخَذَنا في جولاتٍ للتّعرّفِ إِلى المزيدِ عنِ المدرسة. كَما كانَتِ الكتبُ تتحدّثُ إليْنا وَتسأَلُنا أسئلةً إبداعيّةً لتحفّزَ تفكيرَنا.


اِستمرَرْنا في التّعلّمِ والتّدريب، وَكلُّ يومٍ كانَتِ الأفكارُ تتدفّقُ بِسهولةٍ أكثر. تعلَّمْنا كيفَ نتخلّصُ منَ الأفكارِ السّلبيّة، وَكيفَ نحوّلُ عبارةَ "لا أستطيعُ" إِلى "نعم، أستطيع". وَفي اليومِ الأخير، حانَ وقتُ التّحدّي النّهائيّ. فَدخلْنا المسابقاتِ التّفكيريّةَ وَتجاوزْنا العقباتِ بِصعوبة، لكنْ بِتعاونِنا وَإصرارِنا فُزْنا. كُنّا نضحكُ عَلى المواقفِ الطَّريفةِ الَّتي مررْنا بِها، وَخُصوصًا عندَما كانَتِ الكتبُ تطاردُ علاماتِ الاستفهامِ الَّتي تعبّرُ عنِ الشّكِّ وَالخوف.


في نهايةِ المغامرةِ كانَتِ المفاجأةُ صادمةً عندَما أخبرَتْنا المعلّمةُ "فكرةُ" إِنَّ الشّرابَ السّحريَّ الَّذي شربْناهُ في البدايةِ كانَ مجرّدَ ماء، وَإِنَّ التَّغييرَ الحَقيقيَّ حدثَ داخلَنا. لمْ يكنْ هناكَ سحرٌ خارجيّ، بلْ كُنّا نحنُ مَنْ قُمْنا بِتغييرِ طريقةِ تفكيرِنا بِأنفسِنا. وَعندَها اكتشفْنا أنَّ القوّةَ الحقيقيّةَ تأتي منَ الإيمانِ بِقدراتِنا وَالعملِ الجادّ، وَتعلَّمْنا أنَّ الاستسلامَ ليسَ خيارًا، وَأَنَّنا نستطيعُ تحقيقَ ما نريدُ بِالتّفكيرِ الإيجابيِّ وَالمثابرة.


هذا النّصّ من تأليف التّلميذة "كليثم سعيد النّيابي" بإشراف المعلّمة "نهى منصور" في الصّفّ الخامس أساسيّ من "مدرسة الظّفرة الخاصة" خلال مشاركتها في مسابقة التّعبير الكتابيّ على منصّة "كم كلمة" في العام الدّراسيّ 2023-2024.






Previous
Previous

رِحْلَةٌ في عالَمِ العَجائِبِ

Next
Next

رِحْلَةُ التَّحَوُّلِ العَجيبَةُ