رِحْلَةٌ في عالَمِ العَجائِبِ
في صباحِ أحدِ أيّامِ الصّيف، كنْتُ جالسًا في صالةِ المنزلِ أُشاهدُ برنامجًا عنْ عالمِ العجائب. وَبينَما كنْتُ مستمتعًا بِالمشاهدة، شعرْتُ بِرغبةٍ في تحضيرِ مشروبٍ مميّز. ثمَّ دخلْتُ إِلى المطبخِ وَبدأْتُ أخلطُ المكوّناتِ الموجودة، وَصنعْتُ مشروبًا ذا ألوانٍ جميلة. بعدَها شربْتُ منْه، وَلمْ أكنْ أعلمُ أنَّهُ سيغيّرُ يومي تمامًا.
فجأةً شعرْتُ بأمرٍ غريبٍ يحدثُ في جسمي. نظرْتُ إِلى يدي فوجدْتُها تكبُرُ وَتَطول، وَأُذني طالَتْ حتّى لامسَتِ الأرض. أَصابَني الذّهولُ حولَ ما يحدُث، ثُمَّ وجدْتُ نفسي في عالمٍ غريبٍ مليءٍ بِالأقزامِ الَّذينَ بدأوا يقتربونَ مِنّي وَيَتَساءَلون: "مَنْ هَذا العملاق؟". حاولْتُ الهربَ لكنَّني تعثّرْتُ وَسقطْتُ في بركةِ مياهٍ سحريّة.
تحتَ الماء، وجدْتُ نفسي في عالمٍ غريبٍ آخر، عالمٍ منَ الحيتانِ حيْثُ يعيشُ كلُّ حوتٍ في بيتِهِ الخاصّ. ثمَّ رأيْتُ حوتًا ضخمًا، فَشعرْتُ بِالخوفِ وَركضْتُ بسرعةٍ مُحاولًا العثورَ عَلى مخرج، لكنَّني كنْتُ عالقًا في هذا العالم. بعدَها سبحْتُ بحثًا عنْ طريقِ الخروج، فَوجدْتُ الحوتَ الكبيرَ لكنَّهُ لمْ يَرَني. فَغَيَّرْتُ طَريقي وَوصلْتُ إلى مطبخٍ حيثُ كانَتِ السّمكةُ الحوتُ الكبيرةُ تَطْهو وجبةً منَ المحار، فَشعرْتُ بِالخوفِ وَهربْتُ سريعًا.
وَبَيْنَما كنْتُ أسبحُ هاربًا، اِرتطمْتُ بِأداةٍ حديديّةٍ جعلَتْني أَتوقَّف. كانَتْ صنّارةُ صيّادٍ قدْ أمسكَتْ بِأذني الطّويلة. رَفَعَني الصّيّادُ إِلى قاربِه، وَكانَ رجلًا عجوزًا بِشعرٍ أبيضَ طويل، وَساعدَني في تخليصِ أذني منْ صنّارتِه، ثمَّ قالَ لي مُبتسمًا: "مرحبًا بكَ في عالمِ العجائب!"، وَأعطاني عَصيرًا، وَما إنْ شربْتُهُ حتّى شعرْتُ بِالنّعاس.
أَخيرًا استيقظْتُ وَوجدْتُ نفسي في صالةِ منزلي، وَكأسي ما زالَتْ في يَدي. نظرْتُ حولي بِدهشةٍ مستغربًا إنْ كانَ ما عشْتُهُ حلمًا أوْ حقيقة، لكنَّني أدركْتُ أنَّني خضْتُ مغامرةً عجيبةً لنْ أنساها أبدًا. وَفي النّهاية، تعلّمْتُ أنَّ الأحلامَ يُمكنُها أنْ تأخذَنا في رحلاتٍ غيرِ مُتوقَّعة، لكنَّنا حينَ نعودُ إلى الواقع، نكتشفُ أنَّ هناك دائمًا مساحةً للدّهشةِ والاكتشافِ في حياتِنا اليوميّة.
هذا النّصّ من تأليف التّلميذ "عمر فيصل مرغلاني" بإشراف المعلّمة "منال الشّريف" في الصّفّ الرّابع أساسيّ من "مدرسة باحة الأطفال العالميّة" خلال مشاركته في مسابقة التّعبير الكتابيّ على منصّة "كم كلمة" في العام الدّراسيّ 2023-2024.