مَدْرَسَةُ الدَّهْشَة

 
 
 
 

في مدرسةِ "الدّهشة"، كانَ الجميعُ يستعدُّ لِحدثٍ مميّزٍ طالَ انتظارُه: "مُسابقةُ النّوابغ". حيثُ يُختارُ أذْكى صفٍّ على الأرضِ وَفي كلِّ كواكبِ النّظامِ الشّمسيّ. كانَتِ المسابقةُ تحدّيًا كبيرًا للتَّلاميذ، وَتَحْمِلُ معَها تنوُّعًا في أُسلوبَيِ المُعلّمَيْنِ اللّذَيْنِ سَيَتَوَلَّيان إِدارةَ التَّحْضيرات: الأوّلُ المعلّمُ "قفل" الّذي يتميّزُ بِجدّيّتِهِ وَالتزامِه، وَعادةً ما يُقدّمُ أسئلتَهُ بِدقّةٍ وَبِطريقةِ تحفّزُ تفكيرَ التّلاميذِ النَّقديّ؛  وَالثّاني المعلّمةُ "مفتاح" الَّتي تُجسّدُ الجانبَ الإبداعيَّ في التّعليم، حيث تستعملُ طرقًا مُبتكرةً لتحفيزِ التَّلاميذِ على استكشافِ أفكارٍ جَديدة.


وَذاتَ يوم، اِجتمعَ التَّلاميذُ في قاعةِ التَّدريبِ معَ المعلّمِ "قفل" وَالمعلّمةِ "مفتاح" للتَّحضيرِ للمُسابقة. ثمَّ بَدَآ بِطرحِ الأسئلةِ العشوائيّة، مِمّا جَعَلَ التّلاميذُ يشعرونَ بِتحدٍّ حقيقيّ. بعدَها سألَتِ المعلّمةُ "مفتاح" بِحماسة: "تخيَّلوا معًا حياةً بِلا كهرباء! كيفَ سَتكون؟"


آنذاك، أجابَ "مُفكِّر"، أحدُ التّلاميذِ المُبْدِعين: "يا إِلَهي! سَتكونُ الحياةُ صَعبةً مِنْ دونِ مواصلاتٍ أوْ أدواتٍ كهربائيّة." بَيْنَما أضافَ زميلُهُ "حالِمٌ" بِفخر: "مِنْ دونِ كهرباء، سَيكونُ عَلى الإنسانِ أنْ يصنعَ كلَّ شيءٍ بيدِه، وَسَنعودُ لنكتشفَ طاقةً جديدةً وَنظيفة!" هُنا قفزَتِ المعلّمةُ "مفتاح" منْ فرحتِها، ما جعلَ التَّلاميذُ يشعرونَ بحماسة التّعلّم.


في تِلْكَ اللَّحْظة، تدخَّلَ مديرُ المدرسة، السّيّدُ "وازن" مُبْتَسِمًا: "يا لَهُ منْ مشهدٍ رائع! فمنَ الجَميلِ أَنْ نَرى كيفَ يختلفُ تفكيرُكُمْ كَتلاميذ، وَكيفَ يَتفاعلُ المعلّمانِ معَ إجاباتِكُم بِطرقٍ مُخْتلفة. إنَّ هذا التّنوُّعَ في أسلوبِ التّعليمِ هوَ سرُّ نجاحِكُمْ وَتفوُّقِكُم!"


وَبِفضلِ تعاونِ المعلّمَيْن، اِستطاعَ التّلاميذُ دمجَ التّفكيرِ المنطقيِّ بِالإِبداع، ممّا أَدّى إِلى فوزِهِمْ في المُسابقةِ وَنَيْلِهِمْ لقبَ "أَذْكى صفٍّ عَلى الكرةِ الأرضيّة". آنذاك، تملّكَتِ الدّهشةُ جميعَ الحاضرين، وَعرفَ التّلاميذُ أنَّ الاختلافَ بينَ الأساليبِ ليسَ نقطةَ ضعف، بلْ هوَ سرٌّ منْ أسرارِ النّجاحِ الَّذي جعلَهُمْ يَتألّقونَ في "مدرسةِ الدّهشة".



هذا النّصّ من تأليف التّلميذة "تميمة يوسف مجذوب" بإشراف المعلّم "أحمد سمّان" في الصّفّ السّابع أساسيّ من "المدرسة الفرنسيّة الدّوليّة في دبي - آفلك" خلال مشاركتها في مسابقة التّعبير الكتابيّ على منصّة "كم كلمة" في العام الدّراسيّ 2023-2024.






Previous
Previous

ضجّةُ تبادلِ العقولِ

Next
Next

مَدْرَسَةُ الأَساليبِ الرّاقيةِ